أمراض الدواجن الفيروسية :أنفلونزا الطيور
يتميز فيروس الأنفلونزا بتعدد أشكاله و تغيرها فهو أما كروي أو بيضاوي و يتراوح قطرة من 80-120 نانومتر بينما أشكال أخرى منه تصل إلى (200 نانومتر) أو خيطي طويل طوله يصل إلى (2000 نانومتر) و قطره يصل إلى (80-120نانومتر ) و تختلف عترات الفيروس المختلفة في ميلها لتكوين الأشكال الخطية.
الغلاف الخارجي للفيروس يتركب من غلاف دهني يبرز منه على صورة نتوءات (أشواك) من الجليكوبروتين.
يتميز فيروس الأنفلونزا بقدرته الكبيرة على التحور في فترات زمنية قصيرة و بقدرته على تكوين عترات جديدة مما يسمح له بإحداث عدوى في نفس التجمع المصاب بالعترة السابقة دون ممانعة من الجهاز المناعي للمصاب كما تؤدى إلى ظهور عترات جديدة يمكنها الانتهاء بسهولة إلى عوائل لم تكن تصاب بها من قبل.
و هذا التحور هو ما يشغل العلماء حاليا في تخوفهم من تحور العترة الضاربة الحالية إلى عترة جديدة يمكنها الانتقال بسهولة بين البشر مما يؤدى لحدوث وباء عالمي مثل الأوبئة التي حدثت خلال القرن الماضي و راح ضحيتها الملايين من البشر
تعد الأنفلونزا واحدة من الأمراض الشائعة بين الناس ويعالجونها في كثير من الأحيان دون اللجوء إلى طبيب، وكثيراً من المصابين يتجهون في تشخيص وعلاج أنفسهم وتمر المسألة و كأنها شئ عادى.
وقد تعود الناس على التعايش مع مرض الأنفلونزا على أنه زائر لابد منه، ولكن أحياناً يأتي هذا المرض الناتج عن فيروس الأنفلونزا بصورة شرسة لا يتوقعها أحد.
ومن الجدير بالذكر أن معظم الفيروسات تصيب الإنسان لمرة واحدة في العمر كفيروس الجدري المائي والحصبة.
إلا أن فيروس الأنفلونزا له القدرة على إصابة نفس الشخص أكثر من مرة في العمر بل أكثر من مرة في العام لأن فيروس الأنفلونزا له خاصية معينة، وهى استطاعته تغيير تركيبته فينتج عن ذلك سلالات جديدة غريبة على الجهاز المناعي، عليه أن يتعامل معها وكأنها نوع جديد من الفيروس .
ايبيديميولوجية المرض وطرق انتقاله :
الطيور البرية المائية و طيور الشواطئ و الطيور المهاجرة (خاصة البط) تتميز بقابليتها للإصابة بأكثر من عترة للفيروس في نفس الوقت ولا توجد أي دلائل سيرولوجية لأجسام مناعية يمكن توصيفها وتشخيص الإصابة بفيروسات الأنفلونزا.
و لكي يمكن اكتشاف هذه الإصابة يتم عمل اختبارات العزل الفيروسي لعزل الفيروس من هذه الطيور أو بإجراء الاختبارات البيولوجيا الجزيئية.
من الخواص المميزة لهذا الفيروس أنه يطرح في الإفرازات التنفسية و الزرق, حيث يتميز الفيروس بقدرته علي التكاثر في القناة الهضمية للطيور و هي من خصائص أنفلونزا الطيور.
و لا تتواجد هذه الخاصية في أنفلونزا الإنسان أو الحيوانات الأخرى و يفرز بتركيزات عالية في الزرق و خصوصا في المناطق الباردة من الكرة الأرضية, حيث يظل قادرا علي إحداث العدوى في الزرق لمدة تصل إلى 30 يوما في درجة حرارة 4˚م و لمدة يومان عند درجة حرارة 20˚م. لهذا يكون ظهور المرض موسميا في بعض الأحيان.
انتقال فيروس الأنفلونزا بين الطيور :
يمكن ان ينتقل مرض الانفلونزا باحد الطرق التالية:
1- تنتقل أنفلونزا الطيور من الطيور البرية و المهاجرة، و أيضاً الطيور المائية إلى الطيور المستأنسة كالدجاج و الرومي من خلال
- الاحتكاك المباشر بالإفرازات الخارجة منها، وكذلك البراز.
- الاحتكاك غير المباشر مثل المياه المحيطة بهذه الطيور أو وجود هذه الطيور في حظائر الدجاج.
2- ينتقل فيروس الأنفلونزا من الطيور المصابة إلى الطيور السليمة من خلال (التنفس) استنشاق الرذاذ الخارج كإفرازات الأنف والجهاز التنفسي.
الأعراض و الأعراض التشريحية لانفلونزا الطيور :
يتوقف ظهور وشدة الأعراض ومدتها على مجموعة واسعة من العوامل ومن بينها ما يلي:
1- مدى ضراوة العترة الفيروسية.
2- نوع الطيور المصابة.
3- الحالة الصحية للطيور المصابة.
4- وجود عدوى ثانوية.
انفلونزا الطيور عند الإنسان :
يظهر الوباء بصورة حادة سريعة الانتشار في التجمعات البشرية (دور الحضانة والمدارس والجامعات والمستشفيات والمعارض ... الخ) حيث ينتشر المرض خلال فترة زمنية قصيرة قدرها 1-3 أسابيع ويستمر في الظهور لمدة 3-4 أسابيع أخرى حيث يصيب عادة من 20-50% من المعرضين للعدوى.
تحدث الإصابة بصورتها الشديدة في الأشخاص المخالطين لطيور مصابة والقائمين علي رعايتها وتداولها وفي المجازر و المخالطين أو المعرضين لزرقها و إفرازاتها ، وتستمر الأعراض لعدة أيام
طرق انتقال أنفلونزا الطيور للإنسان :
1- الاحتكاك المباشر بالطيور البرية و خصوصاً طيور الماء (كالبط و الإوز) التي تنقل المرض دون ظهور أي أعراض عليها .
2- الاحتكاك بالطيور الحية المصابة في الأسواق، و التي لعبت دوراً مهماً في نشر الوباء القاتل مما أدى إلى إجبار مزارعي الدواجن في أجزاء من آسيا على إبادة عشرات الملايين من الدواجن، حيث أن الأماكن التي يعيش فيها السكان قريبة من مزارع الدواجن والخنازير (تربة خصبة لنشوء هذا الوباء).
أعراض أنفلونزا الطيور عند الإنسان :
تظهر على شكل هبوط عام وصداع ورعشة وتستمر لمدة أسبوعين، مع سوء هضم و انتفاخ أو فقد شهية و إمساك وبول داكن وارتفاع في درجة الحرارة والشعور بالتعب والسعال وآلام في العضلات.
ثم تتطور هذه الأعراض إلى تورمات في جفون العينين والتهابات رئوية قد تنتهي بأزمة في التنفس ثم الوفاة .
أعراض أنفلونزا الطيور لدى الطيور :
أحيانا تكون الأعراض معتدلة، وأحيانا أخرى تكون قاتلة، وذلك حسب ما يلي:
- سلالة الفيروس.
- عمر الطائر.
- نوع الظائر.
- الظروف البيئية المحيطة بالطائر.
فالطيور المصابة بفيروس قليل الضراوة تكون أعراض المرض غير ظاهرة، بينما الطيور القابلة للعدوى بالمرض و التي تصاب بعترة ضارية من الفيروس فإنها تعطى أعراض ظاهرة، وقد تؤدى إلى الموت.
تعليقات: 0
إرسال تعليق